رأت أوساط سياسية في قوى ​14 آذار​، عبر صحيفة "الديار" أن هناك حملة مُتصاعدة لضرب ما تبقى من قوى 14 آذار بهدف تشتيتها أكثر فأكثر، وجعلها غير مُؤثّرة سياسيا، وغير قادرة على الوقوف في وجه مُحاولات جعل لبنان في محور المُقاومة من أعلى الهرم نُزولاً"، متحدثة عن "مُحاولات مُتكرّرة لضرب العلاقة بين "​القوات اللبنانية​" و"​التيار الوطني الحر​" تسلّلت إنطلاقًا من الخلافات بين الجانبين على كل من أسلوب إدارة الحُكم، وعلى التعيينات في إدارات الدولة، وعلى إدارة المُناقصات والمشاريع، حيث روّج خُصوم "القوّات" بأنّها تسعى لعرقلة إنجازات العهد وإصلاحات "الوطني الحُرّ".

ولفتت الأوساط إلى أنّ "ضرب علاقة "القوّات" مع "​تيار المستقبل​" تسلّل انطلاقا من تباعد في الرؤية على مُستوى أسلوب مُواجهة "​حزب الله​"، ومن خلافات بشأن التعامل مع أزمة الفراغ على مُستوى رئاسة الجُمهورية وسبل معالجته والترشيحات المُتقابلة التي تلت ذلك، وكذلك من خلافات على مُستوى التحالفات والحصص الانتخابية في أكثر من دائرة، ومن تباينات في الأداء الحُكومي على مُستوى المشاريع والحُصص، قبل أن تتعاظم أخيرًا بعد نجاح إعلام "​8 آذار​" في الترويج لمقولة أنّ رئيس "القوات" ​سمير جعجع​ روّج لدى القيادات السعوديّة بأنّ رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، ضعيف وغير قادر على المُواجهة، وأنّ هذا التحريض هو الذي دفع المسؤولين السعوديّين المَعنيّين بالملفّ اللبناني إلى مُحاولة سحب البساط من تحت الحريري".

وشدّدت على أنّ "وضع قوى 14 آذار الحالي غير سليم، إذ انّ الأمور تجاوزت مرحلة تفرّق وتشتّت هذه القوى، لتُصبح أخطر من ذلك بكثير، مع بروز عدة انقسامات وخلافات بين أبناء الصف السياسي الواحد سابقًا"، مذكرة أنه "في العام 2009، كانت اللوائح الانتخابيّة تضمّ مُرشّحين عن كل من "تيار المُستقبل" و"القوّات اللبنانيّة" و"​الكتائب​ اللبنانيّة" و"​الحزب التقدمي الإشتراكي​" والشخصيّات المُستقلّة المحسوبة على قوى 14 آذار جنبا إلى جنب"، متسائلة: "أين نحن اليوم من هذا التحالف، مع تغريد "الكتائب" خارج السرب، ومع حياد "الاشتراكي"، ومع ابتعاد أو إبعاد الشخصيّات المُستقلّة عن الواجهة، ومع تراكم الخلافات بين "القوات" و"المُستقبل"؟ ونبّهت هذه الأوساط إلى أنّ "ما يحصل حاليا هو تطبيق واضح لمبدأ فرّق تسد"، مُحذّرة من "سُقوط ما تبقّى من قوى سياديّة ضُمن 14 آذار في فخّ التفرقة، لينتقل لبنان إلى واقع سياسي مُختلف تماما عمّا استشهد من أجله العديد من شخصيّات 14 آذار".